هل يمكن تحليل الشخصية من خلال نبرة الصوت؟

يُمكن معرفة الكثير من الجوانب الشخصية، والنفسية، والعاطفية للأشخاص من خلال تحليل ملامح وجوههم ولغة أجسادهم مثلاً، وكذلك اهتماماتهم وتفضيلاتهم الشخصية المختلفة في الحياة، وطريقة تعاملهم مع الآخرين وغير ذلك الكثير، ولكن قد يتساءل البعض إن كان بالإمكان تحليل الشخصية أيضًا من خلال نبرة الصوت أثناء الكلام، لذا، نقدم لكم في هذا المقال الإجابة عن هذا السؤال:

هل يمكن تحليل الشخصية من خلال نبرة الصوت؟

أثبتت دراسة أجرتها جامعة غوتينغن الألمانية ونُشِرت في مجلة البحث في الشخصيّة (Journal of Research in Personality) أنّ هناك علاقة بين الخصائص الصوتيّة وسمات الشخصيّة الفرديّة، وأنّ نبرة الصوت تعكس انطباعًا كبيرًا عن شخصية الأفراد والحالة العاطفية والنفسية لهم، سواءً كانوا رجالاً أم نساءً، وبالتالي يُمكن تحليل الشخصية من خلال نبرة الصوت.^[١]

بالإضافة إلى ما سبق، وَجد مجموعة من العلماء من جامعة جلاسكو في بريطانيا أنّ الأشخاص بشكلٍ عام يُكونون انطباعًا عامًا عن غيرهم بمجرد أول 390 مللي ثانية فقط من سماع حديثهم، دون أن يدركوا أو يتعمدوا ذلك، حيث يرجع ذلك غالبًا إلى الاستراتيجيات التي يُطورها الإنسان تلقائيًا في نفسه لتقييم ما إذا كان الشخص الذي يتحدث معه جديرًا بالثقة أم لا.^[٢]

تحليل الشخصية من خلال مواصفات نبرة الصوت

يُوجد علاقة وثيقة بين الشخصية وصفات نبرة الصوت نفسها، بما في ذلك السرعة، والارتفاع، والرنين وغير ذلك، كما هو موضح فيما يأتي:

الارتفاع

تُعبّر نبرة الصوت المنخفضة والمعتدلة عن الأشخاص الهادئين والانطوائين، والذي لا يُفضلون تكوين علاقات اجتماعية كثيرة، بينما ترتبط نبرة الصوت العالية بالأشخاص الاجتماعيين، والمُنفتحين، والمندفعين.^[٣]

يكون أيضًا الرجال ذوي نبرة الصوت العالية والواضحة أكثر جدارة بالثقة من الرجال الآخرين، بينما على العكس من ذلك بالنسبة للنساء، حيث يكنّ النساء ذوات نبرة الصوت المنخفضة أكثر جدارة بالثقة.^[٣]

السرعة

يتحدّث الأشخاص عادًة بنبرة صوت بطيئة عندما يشعرون بالحزن، بينما يتحدثون بنبرة صوت سريعة عندما يشعرون بالسعادة والحماس، وأحيانًا عندما يشعرون بالتوتر، كما ترتبط نبرة الصوت البطيئة جدًا وغير طبيعية بالأشخاص غير المبالين، أو الذين يُحاولون إخفاء أمرٍ ما عن الآخرين.^[٢]

الرنين

يُعبّر غالبًا رنين الصوت الصادر من الحنجرة عن الشخصية المتوترة، والتي تُعاني من مشاكلٍ عاطفية أو حتى عدوانيّة، بينما يُعبّر الرنين الصادر من الأنف تقريبًا عن الشخصية العاطفية، والرنين الصادر من الفم عن الشخصية النرجسية.^[٢]

الامتداد

يشير امتداد نبرة الصوت إلى عدد النغمات المختلفة التي يستطيع الشخص إصدارها أثناء الحديث، حيث ترتبط نبرة الصوت التي تتضمن امتدادات ونغمات محدودة جدًا بالشخصيات الصلبة والمُتحكّمة بمشاعرها بشكلٍ كبير، بينما ترتبط نبرة الصوت التي تتضمن امتداداتٍ ونغماتٍ منوعة بالشخصيات المرحة المتعاطفة مع الآخرين.^[٢]

الشدّة

يتحدّث الأشخاص بنبرة صوت حادّة وشديدة عندما يمتلكون طاقةٍ عالية أثناء الفرح أو الغضب، بينما تكون نبرة أصواتهم أقل حِدة عندما يشعرون بالخجل أو الذنب.^[٢]