قام أخصائيو علم النفس ومحللو الشخصية بإجراء العديد من الأبحاث والدراسات لتحليل شخصية الإنسان من خلال تصرفاته والانطباعات التي يتركها من خلال حركته ووقوفه وجلوسه وكلامه وغيرها من التصرفات، وقد تكون هذه التصرفات لا إرادية فيجلس الشخص أو يقف وربما يغير من وضعياته أثناء الوقوف والجلوس وهذا ما يطلق عليه لغة الجسد، وفي هذا المقال سيتم تحليل الشخصية من خلال وضعية الوقوف للشخص، ومدى تأثير وضعية وقوفه على شخصيته وسلوكاته.


وضعية الوقوف العسكرية أو المنتصبة

غالباً ما نلاحظ أن هناك عدداً لا بأس به من الأشخاص يقفون بطريقة تشبه إلى حد ما طريقة وقوف العسكر، حيث يقف الشخص بوضعية تتميز بضم الرجلين وتقريبهما من بعضهما إلى حد الالتصاق، بالإضافة إلى إسقاط اليدين على جانبي الجسم وإلصاقهما أيضا بالجسد مع إبقاء الرأس مرفوعاً وتوجيه النظر إلى الأمام، وتعطي هذه الوقفة انطباعاً بصغر حجم الجسم وشغل حيز أصغر، كما تعرف وضعية الوقوف هذه بوضعية الانتباه، فغالباً ما يتبعها الشخص الذي ينتبه إلى حديث شخص أعلى منه مرتبةً، كما توحي بالاحترام الذي يوليه هذا الشخص لمن يقف معه، وعادةً ما يتم اتباع هذه الوقفة في المدارس والجيوش، ويعرف عن صاحب هذه الوقفة بأنه شخص منتبه أو مهذب.


وضعية وقوف التمركز أو الهيمنة

تتميز هذه الوضعية بوقوف صاحبها وقفةً صلبة شامخة على الأرض، مع إبعاد أو فتح الرجلين عن بعضهما قليلاً، ويصاحبها غالباً وضع اليدين على الخصر وإبقاء الظهر منصباً، وتعطي هذه الوقفة انطباعاً عن شخصية صاحبها بأنه مسيطر، وواثق من نفسه، كما يستطيع أن يفرض رأيه بطريقة شجاعة، ويصاحب هذه الوقفة عادةً وضوحاً وارتفاعاً في الصوت.


وضعية الوقوف المتأرجحة

قد نلاحظ أحياناً أن هنالك عدداً لا بأس به من الأشخاص يقفون بطريقة غير ثابتة، فنجدهم أحياناً يتمايلون أو يتأرجحون إلى اليمين واليسار بطريقة غير دقيقة، ومن المرجح أن وضعية الوقوف هذه توحي إلى ضعف صاحبها، وهشاشة شخصيته التي غالباً ما يطغى عليها القلق والارتباك، كما تعطي دلالات بضعف الجسم وهزالته وعجزه في بعض الأحيان.


وضعية الوقوف مع تقاطع اليدين

يوجد نسبة ليست بقليلة ممن يقفون باستقامة مع تقريب القدمين من بعضهما، وطيّ اليد اليسرى واليد اليمنى وإغلاقهما، ووضعهما فوق بعضهما أسفل الصدر بطريقة التكتيف أو التقاطع، وهذا غالباً ما يعطي دلالات بأن شخصية صاحب هذه الوقفة عدائي، ولا يعجبه الكلام، كما قد توحي باللامبالاة وتفضيل الصمت على الكلام.


وضعية الوقوف مع عكس الساقين

يقف بعض الأشخاص مع ثني أحد القدمين أو الساقين ولفّها مع عكسها حول الساق الأخرى، وقد توحي شخصية صاحب هذه الوقفة بالهدوء والاسترخاء، بالإضافة إلى الطمأنينة التي يشعر بها هذا الشخص، وغالباً ما يتبعها الشخص عند وقوفه في مكان معين لفترة زمنية طويلة.