طريقة التعامل مع الشخصية المتسلطة

تُعرف الشخصية المتسلطة بالشخصية التي تُفضل التحكم بحياة الآخرين، والسيطرة على تصرفاتهم، وتوجيههم وفقًا لما تراه مناسبًا من وجهة نظرها، وتجدر الإشارة إلى أنّ التعامل مع مثل هذا النوع من الشخصيات قد يبدو أمرًا مزعجًا، ويحتاج إلى استراتيجيات مدروسة،^[١]وعليه فقد جاء المقال أدناه ليُوضح طريقة التعامل مع هذا النوع من الشخصيات.

التواصل الذكي

قد يحتاج الأشخاص المحيطون بأصحاب الشخصية المتسلطة إلى اتباع أسلوب تواصل ذكيّ يضمن لهم التعامل الصحيح معهم، وهذا قد يتمثل في انتقاء الكلمات الصحيحة والتعبير عن الرأي الشخصيّ مهما كان الثمن، إلى جانب توضيح وجهة النظر الخاصة والإصرار عليها في حال الاقتناع بنتائجها الإيجابية على المدى القريب والبعيد.^[١]

فعلى سبيل المثال، يُمكن للشخص أن يُعبر عن رفضه التام لفكرة يطرحها صاحب هذه الشخصية بقول كلمة (لا) بوضوح، إلى جانب التعبير عن حجم الأذى الذي يشعر به حيال محاولة إجباره على أمر ما أو التحكم فيه، مثل قول: (أشعر بالأذى من تصرفاتك المتبعة، أستطيع التعبير عن رأيي، هل يُمكننا أن نتحدث أكثر بخصوص هذا؟).^[١]

فرض الحدود

قد يميل أصحاب الشخصية المتسلطة إلى تجاوز الحدود الشخصية للأشخاص من حولهم، إلى جانب التدخل في شؤونهم الخاصة، ومحاولة الغوص في تفاصيلها وفهمها، وهذا قد يتطلب من الآخرين فرض الحدود الخاصة بهم، وعدم السماح لأصحاب هذه الشخصية بالتجرؤ عليها، إضافة إلى تجاهل أسئلتهم الموجهة والمتعلقة بأمر لا يرغبون مشاركته.^[١]

طرح وجهة النظر الشخصية

قد يشعر الشخص المقابل لأصحاب الشخصية المتسلطة بتقييد حركته واختياراته عند التعامل معهم، الأمر الذي يدفعه إلى التعامل السليم مع هذا بالتعبير الواضح عن وجهة النظر الخاصة، ومشاركتها مباشرة معهم، إلى جانب الوصول للحرية المطلقة في الاختيارات، وتجاوز كامل الأمور المُحددة من قبل تلك الشخصيات.^[٢]

الصمت

قد يُعدّ الصمت أحد الأساليب الناجحة للغاية عند التعامل مع أصحاب الشخصية المتسلطة، إذ يُمكن للمقابل إبداء وجهة نظره، والتوضيح لأصحاب هذه الشخصية أسلوبهم السلبي، ثمّ الصمت مباشرة، إذ قد يُثير هذا أصحاب هذه الشخصية، فيلجأون تبعًا لذلك إلى المناقشة الإيجابية، والرضوح إلى الأمر الواقع، والعدول عن أسلوبهم المسيطر، أو قد يختارون عدم التدخل بشؤون الشخص الذي يتعاملون معه.^[٣]

الحد من التواصل الدائم

قد يترك أصحاب الشخصية المتسلطة الأثر في نفوس الآخرين مهما حاولوا حماية أنفسهم من السيطرة عليها، وذلك تبعًا لأسلوبهم المتبع الذي يقوم على مبدأ الإقناع والتكرار من أجل تحقيق الغايات، وعليه فقد يكون الحل الأمثل في تأطير العلاقة معهم، وتحديد وقتها عوضًا عن الانفتاح غير المحدود.^[٢]

السيطرة على النفس

قد يتبع أصحاب الشخصية المتسلطة أسلوبًا قاسيًّا مع الأشخاص المحيطين بهم من أجل السيطرة عليهم، حيثُ يتخلله إثارة القلق والتوتر في نفوسهم، كما قد يعمدون إلى استفزازهم، وهذا بدوره قد يتطلب من الآخرين محاولة السيطرة على غضبهم، وإدارة ذاتهم بدلًا من اتباع أسلوب الشخصية العصبية، لأنّ ظهور قلقهم بوضوح قد يجعلهم فريسةً سهلةً لهذا النوع من الشخصيات.^[٣]