قام علماء النفس ومحللو الشخصية باللجوء إلى عدد من الأبحاث والتجارب التي قد تساعد في تحليل شخصية الإنسان، كما أثبتت الدراسات أن الكلمات تعبر عن الأفكار والشخصية، بالإضافة إلى أنه من الممكن معرفة الصفات الشخصية للفرد من خلال الاستماع إلى الكلمات التي يتحدث بها، أما الإنسان الذي يتكلم كثيراً لدرجة تتعدى الحد الطبيعي من مجمل الكلمات بحيث يملّ منه الآخرون أو يتجنبون الحديث معه، فقد اتصف علمياً بلقب الثرثار، وقد أجمع أطباء النّفس على أن كثرة الكلام هو حالة مرَضيّة قد تكون مُزمِنة في أحد مراحلها، وفي هذا المقال سنقوم بتحليل شخصية الشخص الثرثار.


دلالات الثرثرة في تحليل الشخصية

قد يبدو الشخص الثرثار أنه من أكثر الشخصيات المحبوبة لدى النّاس، ولكنّه مع الوقت يُصبح عبئاً ثقيلاً على من يتعامل ويتحدّث معه، وبعد إجراء العديد من الدراسات والأبحاث، فقد تبين أن الشخص الثرثار من المحتمل أن يتسم بمجموعة من الصّفات التي سنذكرها لكم:


هوس الكلام

قد يُقال عن هذه الشخصيّة أنها مهووسة في الحديث عن أي موضوع حتى وإن لم يكن لديه أي معلومة عن الموضوع، ولكن لا يمكن لأحد أن يجعله يصمت عن الكلام.


الأنانية

غالباً ما يكون الشخص الثرثار صاحب شخصية نرجسية، وربما يهتم بأموره الخاصة فقط مع عدم اكتراثه لمشاكل غيره أو آرائهم، كما أنه لا يساعد الآخرين بحل مشاكلهم أو الاستماع إليهم، كما ويعتقد هذا الشخص أن كل محادثة تدور حوله.


التحدّث عن الصِعاب

من المرجح أن يُفضّل الشخص كثير الكلام التحدّث عن معاناته في الحياة، ولكن لا يطلب المساعدة من الآخرين ولا يقبل بنصيحة الأشخاص الذين يستمعون إليه، وقد يفترض الشخص الثرثار أن مشاكله أكثر أهمية من مشاكل الآخرين.


مُتطفل

غالباً ما ترى الشخص الثرثار في كل مكان وربما يقفز من موضوع إلى آخر، ومن حديث إلى غيره، كما يتطفل على النّدوات ويحشُر نفسه في كل مُناسبة، ويدعو نفسه إلى المقابلات ليُطلِق للسانه العنان.


مغرور

قد يرغب الشخص كثير الكلام في التعالي والتكبّر على الآخرين وامتلاك زِمام الحديث حتى يبدو مُتفرداً بالكلام؛ مما يلفِت الأنظار إليه.


سُرعة الكلام

قد تصاحب صفة التسرّع في الحديث وعدم التأني في الكلام الشخص الثرثار وقد تلازمه أيضاً؛ لأن همّه الوحيد هو إثبات نفسه فقط.


الوقوع في الخطأ

من المحتمل أن لا يُفكّر الشخص كثير الكلام في الكلمة قبل قوْلها، وهذا ما قد يجعله يقع في العديد من الأخطاء.


تقمّص الشخصيات

قد لا يستطيع الشخص الثرثار أن يجلس في مكانٍ ما إلا وأن يتقمّص شخصيّة العالم والخبير في كل شيء، فبإمكانه أن يُصبح طبيباً مختصاً بأمور الطب كيفما أراد، ومعلماً يعرف بأمور التعليم، فلا يوجد شيء إلا وكان لديه معرفة تامّة به.


عدم الشعور بالأمان

من الممكن أن تكون الحاجة إلى الاهتمام هي التي تقود بعض الأشخاص إلى الثرثرة والكلام بكثرة، وهذا ما قد يجعلهم يشعرون بالرضا إذا جعلوا الآخرين يستمعون إليهم وينظر هؤلاء الأشخاص إلى هذا كعلامة على قيمتهم الخاصة لديهم.


السطحية

قد يظنّ الشخص كثير الكلام أنه شخصيّة عميقة واجتماعية وأن أحاديثه غاية في الأهمية، ولكن على العكس تماماً فقد يظهر في أحاديث الشخص الثرثار نوعاً من السطحية وعدم التعمق بالأمور المهمة والمفيدة.

المراجع