أكثر ما يميز الشخصية الحدِّية تقلبها في المزاجية والمشاعر والعلاقات وحتى المهن، لذا من الصعب التنبؤ بما يفكر صاحبها أو يشعر به، وفي هذا المقال سنوضح كيفية تمييز الشخصية الحدية، وكيفية التعامل معها.
كيفية تمييز الشخصية الحدية
إن التعرف على علامات الشخصية الحدية ليس بالأمر السهل دائمًا، وذلك لأنها قد تكون مصحوبة باضطرابات أخرى، مثل؛ الاكتئاب أو الاضطراب ثنائي القطب أو القلق أو اضطراب الأكل، وفيما يلي بعض السلوكيات التي يمكن تمييز صاحب الشخصية الحدية من خلالها:
- غير مُقدِّر لنفسه، فهو يرى بأنه أقل من الآخرين، ممّا يجعله خائفًا من عدم تلقيه المحبة منهم، وعدم وجودهم حوله وقت الحاجة.
- متقلب من حيث ثقته بنفسه؛ فتجده أحيانًا يمتلك ثقة عالية بالنفس، وفجأة يعود إلى التقليل من ذاته.
- غير قادر على توجيه سلوكياته أثناء تعامله مع أفكاره أو مع الآخرين، كما أنه يواجه مشكلة في الاستمرارية؛ فقد يضع مشروعاً مثلًا ويبدأ به بحماس، ولكنه لا يستمر لفترة طويلة.
- يمتلك سلوكيات اندفاعية ومتهورة، فهو شخص سريع الغضب نتيجة الاضطرابات النفسية التي يمروا بها، كما أن غضبه ناجم عن عدم شعوره بالأمان.
- متقلب المزاج إلى حد كبير، فقد ترى الشخصية الحدية سعيدة جدًا ثم في غضون ساعات أو دقائق تصبح مشاعرهم حزينة، ودائمًا يُشعِر صاحبها من حوله بأنهم مقصرون تجاهه، وأنه غير مهم بالنسبة لهم، نتيجة عدم احترامه لذاته.
- شعوره بالفراغ دائمًا، فيرى نفسه ناقصاً، ولا شيء مهم في حياته.
- عدم تقبله للجهد والضغوطات، فتجد صاحب الشخصية الحدية يتذمر، ولا يتحمل العمل لساعات طويلة، وهذا ما ينعكس أحيانًا على حياته العملية.
- تغيير علاقاته مع الآخرين باستمرار، وذلك لعدم ثقته بمن حوله، فتجده دائم الشك بإخلاصهم نحوه.
التعامل مع الشخصية الحدية
يعد التواصل مع أصحاب الشخصية الحادة تحديًا كبيرًا، فغالبًا ما يُشبِّهم الأشخاص القريبون منهم عند الحديث معهم بالطفل الصغير، كما تجدهم أحيانًا يعانون من صعوبة في فهم الناس من حولهم، ممّا يجعلهم يقولون كلام قاس أو غير عقلاني، وخاصة عند خوفهم من ابتعادهم عنه، وفيما يلي أهم النصائح للتواصل الصحي مع الشخصية الحدية:
- الاستماع إليه بإنصات وتركيز، وتحفيزه على الاعتراف بمشاعره، فهذا يمنحه الشعور بالأمان، وتفادي نوبات الغضب.
- ركز على المشاعر، وليس ترتيب الكلمات أو العقلانية الزائدة عند التحدث معه.
- لا تنتقد حديثه، وعدم عقلانيته بشكل مباشر.
- تحدث معه عن اهتمامات مشتركة بينكما، وحفزه على ممارسة هواياته، ولا تتحدث معه كثيرًا عن الاضطرابات النفسية أو الأمور السلبية.
- حاول تلهيته عند انفعاله بشدة أو شعوره بالحزن؛ كتحفيزه على فعل شي جديد، مثل؛ ممارسة الرياضة، شرب فنجان من القهوة، الذهاب في نزهة.
- لا تتجاهل كلامه عن الانتحار أو أذية نفسه، وقدم الدعم له وشجعه على العلاج، فالحدية من الاضطرابات النفسية القابلة جدًا للعلاج.