الحل مع الشخصية النرجسية: تفاصيل قد تهمك

تُعرف الشخصية النرجسيّة بالشخصية التي تمنح نفسها اهتمامًا مبالغًا فيه، الأمر الذي يوصلها إلى الغرور والتكبّر على الآخرين وعدم التعاطف معهم، بالإضافة على عدم الواقعية في النظر بالإمكانيات والقدرات الخاصة بها،^[١] لذا فإنّها من الشخصيات التي تحتاج إلى طريقة تعامل خاصة من قبل الآخرين، إضافة إلى اتباع استراتيجيات ذاتيّة للتغلب على بعض السلوكيات غير المرغوبة، والمقال الآتي يوضح ذلك بالتفصيل.

الاستراتيجيات المتبعة من قبل الآخرين للتعامل مع الشخصية النرجسية

يُمكن التعرّف على الاستراتيجيات المتبعة من قبل الآخرين للتعامل مع الشخصية النرجسية على النحو الآتي:

عدم اتخاذ تصرفات الشخصية النرجسية على محمل شخصي

قد تصدر العديد من السلوكيات عن أصحاب الشخصية النرجسيّة، والتي قد تمس قُدرات الآخرين، وتُقلل من أهمية إنجازاتهم، كما قد يتبعون بعض التصرفات التي تُشعر المقابل بعدم أهميته بغض النظر عن المكانة الاجتماعيّة التي يُحققها، لذا يُفضل عدم اتخاذ هذه التصرفات على محمل شخصيّ، حتى يسهل التعامل معهم ومساعدتهم.^[١]

إقامة حدود في العلاقة مع الشخصية النرجسية

قد تبدو الشخصية النرجسيّة شخصيةً قادرةً على اختراق خصوصيات الآخرين والتدخل بها سواء في العلاقات الخاصة أو علاقات العمل، إضافة إلى مبادرتها بتقديم النقد دون طلب ذلك، وهذا بدوره قد يُهدد استقرار العلاقات، وقد يثير الغضب والتوتر فيها، لذا يُفضل رسم الحدود مع هذا النوع من الشخصيات قبل التعامل معها، من أجل الحفاظ على علاقة صحيّة وملائمة.^[١]

إدارة العواطف والتركيز على مشاركة الأحاديث المدروسة

قد تتبع الشخصية النرجسيّة العديد من السلوكيات التي تحتاج إلى تدخل الأشخاص المقابلين لتحسينها، لذا فإنّ الآخرين يحتاجون إلى إدارة عواطفهم، والسيطرة عليها لاتباع الأسلوب الصحيح في التعامل، وتجدر الإشارة إلى ضرورة التركيز على الأحاديث المُشاركة مع أصحاب الشخصية النرجسيّة، وذلك لأنّهم لا يتعاطون جيدًا مع النقد، لذا يُفضل مشاركتهم الآراء بطريقة غير مباشرة.^[٢]

الاستراتيجيات التي يتبعها الشخص النرجسي للتغلب على تصرفاته

يُمكن التعرّف على الاستراتيجيات التي يتبعها الشخص النرجسيّ للتغلب على تصرفاته على النحو الآتي:

تعزيز الثقة بالنفس

قد تفتقر الشخصية النرجسيّة إلى احترام ذاتها، وتقدير إنجازاتها، لذا يُفضل أن يتبع صاحبها منهجيات واضحة لتعزيز ثقته بنفسه، وإدراك نقاط القوة التي يمتلكها، والتعرّف على نقاط الضعف التي يُمكنه تحسينها من أجل تسييرها إلى فرص قوية للإنجاز وتحقيق الطموحات.^[٣]

إدارة العواطف

يُفضل أن تدرك الشخصية النرجسيّة مشاعرها وعواطفها اتجاه الأمور، وتقدير النفس في حال النجاح، وعدم إلقاء اللوم المبالغ فيه على نفسها في حال الفشل، بالإضافة إلى ضرورة التدرّب على إبداء الإعجاب بقدرات الآخرين وتقدير جهدهم ودعمهم للوصول للأفضل، لأنّ هذا من شأنه أن يُقلل من أنانيتها وغرورها.^[٤]

تقبل الآخرين

قد تُعاني الشخصية النرجسيّة من عدم قدرتها على تقبل نجاح الآخرين، بالإضافة إلى عدم الاعتراف بإنجازاتهم، وهذا قد يُعزز من الشعور بالأفضلية بينهم دون وجود نتائج واضحة على أرض الواقع، لذا تجدر الإشارة إلى ضرورة تقبل تميّز الآخرين وكفاءاتهم، والاستفادة من خبراتهم من أجل تحسين الذات والوصول لنتائج مُرضية.^[٥]

التكيف مع التغييرات والنتائج

قد تسعى الشخصية النرجسيّة إلى التخطيط الدائم للقرارات التي تتخذها، حتى لو كانت أمور روتينيّة لا تحتاج إلى هذا، وذلك خوفًا من الوقوع بالفشل، إلا أنّه قد يختلّ توازنها في لحظة تغيير بعض المعطيات، مما قد يُربكها ويؤثر على إنجازها، لذا يُفضل قبول التغييرات الحاصلة، والسماح للنفس بخوض التجارب الجديدة، وتحمل النتائج، وقبول الخطأ من أجل تطوير المهارات.^[٤]

كيفية التعامل مع الشخصية النرجسية في حال عدم الاستجابة

قد يكون بعض أصحاب الشخصية النرجسيّة أشخاصًا غير مستجيبين لفكرة المساعدة والمشورة التي يُمكن أن يُقدمها الآخرون لهم، حتى لو كان ذلك بناءً على طلبهم، كما قد يصلون إلى مرحلة من الأنانية المفرطة، الأمر الذي قد يؤثر على علاقاتهم الشخصيّة، وأدائهم في العمل بشكل ملحوظ، لذا يُنصح في هذه الحالة باللجوء إلى مختص نفسيّ.^[٦]

وتجدر الإشارة إلى ضرورة مشاركة المختص النفسيّ بكافة التفاصيل التي تتعلق بالشخص النرجسيّ، مع التركيز على ذكر بعض من المواقف التوضيحيّة، ليتسنى له اتخاذ القرار المناسب بشأنه، سواء كان تقديم المشورة الصحيحة لطريقة التعامل مع الشخصية النرجسيّة، أو طلب مقابلته والمباشرة في العمل معه عن قرب.^[٦]