ما هي الشخصية المازوخية؟

تُعرف الشخصية المازوخية بالشخصية التي تسعى لاتباع سلوكيات مؤذية للنفس، والتي تتمثل في السعي المبالغ فيه من أجل إرضاء الآخرين، حتى لو كان ذلك على حساب الاحتياجات الشخصيّة، بالإضافة إلى أنّها من الشخصيات التي تمضي في مساعدة الآخرين في كافة الطرق الممكنة، حتى لو كانت الطريقة المتبعة قد تُلحق الأذى النفسيّ أو الجسديّ بها.[١]


تحليل الشخصية المازوخية

يُمكن تحليل الشخصية المازوخية على النحو الآتي:


صعوبة قول كلمة لا

قد تستصعب الشخصية المازوخيّة قول كلمة لا في حياتها، إذ قد تسعى دائمًا لتلبية كافة الأمور التي تُطلب منها، كما أنّها تسعى جاهدةً إلى إنجاز المهمّات الموكلة لها، حتى لو لم تكن ضمن نطاق عملها، كما أنّها قد تبدو متاحة في كافة الأوقات لتقديم المساعدة للآخرين، حتى لو كان ذلك على حساب راحتها واستقرارها.[١]


السعي لتحقيق أهداف صعبة المنال

قد تتطلع الشخصية المازوخيّة إلى فرض العديد من الأهداف الخياليّة التي قد تكون صعبة التطبيق على أرض الواقع، وتسعى بكامل طاقتها لتحقيقها، وفي حال كان ذلك غير ممكن قد تدخل في نوبات من البؤس والإحباط الشديدين.[١]


فعلى سبيل المثال، يُمكن أن تجبر الشخصية المازوخيّة نفسها على اتباع نظام غذائيّ شاق، وتعمل جاهدة لتطبيقه لأيام معدودة، وما إن أخلفت قواعده في يوم واحد، بدأت تلقي اللوم على نفسها وتُشعرها بالذنب، كما قد تبدو بحالة قلقة ومتوترة لمدة طويلة، أو قد تتجنب تحقيق هذا الهدف حتى لو كان منطقيًّا عند وصولها إلى مراحل التخطيط النهائيّة الخاصة به.[١]


تدني احترام الذات

قد تعاني الشخصية المازوخيّة من تدني احترامها لذاتها، إذ قد لا تُدرك قيمة نفسها، ولا تُقدر الإمكانيات التي تمتلكها، وهذا بدوره قد يؤثر على أدائها وطريقة تعاملها مع المواقف المختلفة، كما قد يكون سببًا في فشلها في بعض الأمور، وعدم قدرتها على تجاوز هذا الفشل بسهولة.[٢]


تجنب خوض التجارب الجديدة

قد يتجنب أصحاب الشخصية المازوخيّة خوض التجارب الجديدة، إذ أنّها قد تعتبرها مخاطرةً كبيرةً، ومغامرةً مليئةً بالتحديات التي تعتبر نفسها غنية عن مواجهتها، وهذا قد يحدّ من قدرتها على التكيّف مع الأحداث الجديدة، والاستسلام للأعمال الروتينيّة، وتجدر الإشارة إلى أنّ الشخصية المازوخيّة من الشخصيات التي تمتلك المهارات التي تُساعدها على التعلّم، لكنها لا تُفضل توظيفها.[٢]


عدم القدرة على تشكيل علاقات مستقرة

قد تفتقر الشخصية المازوخيّة إلى القدرة على تشكيل علاقات مستقرة، وذلك لأنّها من الشخصيات دائمة الشك بالأشخاص من حولها، إذ قد توجّه العديد من الاتهامات لهم في حال تعاملهم بصورة حسنة معها بشكل دائم، وتجدر الإشارة إلى أنّها قد تتجنب في كثير من الأحيان التفاعل مع الآخرين، مما قد يثير التوتر والقلق اللذين قد يؤثران بقوة على استقرار العلاقات.[٢]


كيفية التعامل مع الشخصية المازوخية

يُمكن التعامل مع الشخصية المازوخيّة على النحو الآتي:[٣]

  • دعم الشخصية المازوخيّة، ومحاولة إثبات إنجازاتهم لهم، وتذكيرهم بمدى أهميتهم في مراكزهم الاجتماعيّة.
  • محاولة فهم طبيعة أصحاب الشخصية المازوخيّة، وسلوكياتهم والتفاعل معهم من أجل الوصول لأفضل طريقة مساعدة ممكنة لهم.
  • تشجيع الشخصية المازوخيّة على التواصل الدائم، والمشاركة في النقاشات المفتوحة من أجل تشكيل وجهات نظر مختلفة، وبناء معرفة واسعة، وخوض تجارب جديدة.
  • الصبر على تصرفات الشخصية المازوخيّة، وعدم إجبارها على الامتثال لآراء الأشخاص من حولها.
  • السيطرة على مشاعر الغضب التي قد تتولد نتيجة تخلي الشخصية المازوخيّة عن بعض الأمور المهمّة، لأنّ العصبيّة قد تمنعها من الاستجابة للنقد البناء.

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث DARIA BURNETT (29/11/2022), "Masochistic Personality Disorder: Symptoms, Causes, and Treatment", PSYCH NEWS DAILY, Retrieved 16/1/2023. Edited.
  2. ^ أ ب ت SAM VAKNIN (5/7/2018), "Masochistic Personality Disorder", HealthyPlace, Retrieved 16/1/2023. Edited.
  3. Karen Dempsey, "How To Cope With A Masochistic Partner", awarenesscentre, Retrieved 16/1/2023. Edited.