طريقة تفكير الشخصية الهستيرية

قد تُعرف الشخصية الهستيرية بالشخصية التي تمتلك مشاعر شديدة وغير مستقرة وصورة مشوهة عن ذاتها، حيثُ يأتي تقديرها لنفسها اعتمادًا على موافقة الآخرين ورأيهم، ولا يأتي من شعور حقيقي بقيمة الذات، لذا فقد تسعى إلى لفت الانتباه بصورة درامية وغير لائقة أحيانًا،^[١]وعليه فقد جاء المقال أدناه ليُوضح طريقة تفكير الشخصية الهستيرية بالتفصيل.

التقلبات المزاجية السريعة

قد يسلك أصحاب الشخصية الهستيرية نهجًا في تفكيرهم يختلف عن باقي الشخصيات، حيثُ قد يعيشون حالة من التقلبات المزاجية السريعة حيال الأحداث والمواقف التي تواجههم في حياتهم، إذ قد يُغيرون وجهات نظرهم واختياراتهم في موضوع معين في لحظة واحدة.^[١]

تجدر الإشارة إلى أنّ سمات الشخصية المزاجية التي يعيش على إثرها أصحاب هذه الشخصية قد تطال عواطفهم، حيثُ عادةً ما يشعر شركاؤهم وعائلاتهم وأصدقاؤهم بالغرابة من تصرفاتهم، ففي بعض الأحيان يكونون ذوي مشاعر جياشة وعميقة، كما قد يبدون بمشاعر باردة وغير مفهومة تارة أخرى.^[١]

التعبير الدرامي

قد يسلك أصحاب هذه الشخصية طريقة في التعبير تشوبها الدراما والتمثيل، حيثُ قد يُبالغون في ردات فعلهم ومشاعرهم اتجاه الأحداث الواقعة، إذ يعتقدون أنّ اتباعهم لهذا الأسلوب يُلفت نظر المقابل، ويجعلهم يكسبون المواقف، ويفرضون وجهات نظرهم على الآخرين، فيقبلون بها، ويُنفذونها.^[٢]

الاهتمام المبالغ في المظهر الخارجي

يعتقد أصحاب الشخصية الهستيرية بأنّ مظهرهم الخارجيّ عامل مؤثر في نجاحاتهم في الحياة، كما قد يكون ذا دور كبير في تحقيق أهدافهم، والوصول للنتائج والإنجازات التي يرغبون فيها، مما يدفعهم إلى الاهتمام والعناية المبالغ فيه، إلى جانب إنفاق مبالغ مادية كبيرة في سبيل ذلك بدون تخطيط يُذكر أو إدراك لتبعيات هذا الأمر.^[٢]

رفض النقد

قد يعتبر أصحاب هذه الشخصية أنّ النقد الموجه لهم من قبل الأشخاص المحيطين بهم، أو النصائح التي يُقدمونها لهم أمرًا يمسّ قدراتهم بطريقة سلبية، ويُسلط الضوء على نقاط ضعفهم، ويجعلهم يبدون بصورة غير مقبولة أمام أنفسهم والآخرين، لذا فإنّهم يُفضلون رفضها وعدم قبولها في سبيل الحفاظ على مكانتهم وكبريائهم، حتى لو كانوا على خطأ.^[٢]

الغموض

يعتقد الأشخاص الحاملون لصفات الشخصية الهستيرية أنّ الغموض في الحديث سر من أسرار جذب انتباه الآخرين، وسبب قوي ليكونوا محور الاهتمام أينما وُجدوا، الأمر الذي يدفعهم إلى انتقاء الكلمات التي يتحدثون بها، وإخفاء تفاصيل المواضيع مهما بلغت أهميتها، وتأثيرها في مجريات الأحداث والقرارات.^[٣]

من الجدير ذكره أنّ أصحاب هذه الشخصية يجدون أنفسهم أشخاصًا جديرين بالاهتمام الدائم من قبل الآخرين، وعليه فقد يتأثرون سلبًا، ويشعرون بالقلق وعدم الارتياح في حال فقدانهم لهذا الاهتمام، وقد يؤثر سلبًا ذلك على أدائهم أيضًا.^[٣]

محاولة التأثير في الآخرين

تُعدّ فكرة محاولة التأثير في الآخرين، والسيطرة عليهم، وتوجيههم بالطريقة المرغوبة إحدى الأفكار المهيمنة على تفكير أصحاب هذه الشخصية، إذ يعتقدون أنّها طريقة فعالة لفرض رأيهم، وجعلهم محور الاهتمام في المواقع التي يحتلونها، إلى جانب اعتقادهم بأهميتها القصوى المرتبطة بتحقيق أهدافهم وأحلامهم على أرض الواقع، وبأفضل الطرق الممكنة.^[٣]