يتأثر الذكاء العاطفي والاجتماعي عند الشخصية الحدية كثيرًا دون غيره تبعًا لبعض الأساليب المتبعة من قبل أصحاب هذه الشخصية، إذ قد يظهر هذا جليًّا في العديد من السلوكيات التي يُمكن أن يتبعوها في حياتهم،[١] وعليه فقد جاءت سطور المقال أدناه توضح جوانب التأثير بين الشخصية الحدية والذكاء بالتفصيل.


تأثير ذكاء الشخصية الحدية في إدارة نفسها

يظهر تأثر ذكاء الشخصية الحدية في إدارة نفسها في الجوانب الآتية:


قلة الوعي الذاتي

قد يفتقر أصحاب الشخصية الحدية إلى الذكاء العاطفي المرتبط بالوعي الذاتي، حيثُ قد يشهدون حالةً من عدم القدرة على التعرف على الذات، وفهم سلوكياتها، إضافة إلى جهلهم في الضوابط الشخصية التي يُمكن أن توجه حياتهم، الأمر الذي يُفقدهم القدرة على إدارة ذاتهم وتصييرها بالطريقة المرغوبة في معظم الأحيان.[١]


انعدام القدرة على إدارة العواطف

قد يعيش الأشخاص ذوي الشخصية الحدية في حالة من الأرق والقلق الدائم الذي قد يقف حائلًا بينهم وبين ذكائهم العاطفي المسؤول بدوره عن إدارة عواطفهم والسيطرة عليها، وفهم مشاعرهم اتجاه الآخرين والأحداث الواقعة حولهم، مما قد يُسبب اضطرابًا في العلاقات، ويؤثر في ديمومتها.[١]


إيذاء النفس والآخرين

قد يعاني أصحاب هذه الشخصية من اضطراب كبير في ذكائهم العاطفي، الأمر الذي قد يؤثر سلبًا على سلوكياتهم المتبعة مع أنفسهم والآخرين، إذ قد يميلون إلى إيذاء ذاتهم والأشخاص من حولها بأبشع الطرق الممكنة التي تؤدي بهم إلى الهاوية في آخر المطاف.[١]


التأثير السلبي لذكاء الشخصية الحدية عند التعامل مع الأحداث

يُمكن النظر في جوانب التأثر السلبي لذكاء الشخصية الحدية عند التعامل مع الأحداث على النحو الآتي:


عدم القدرة على التكيف

قد يعاني أصحاب الشخصية الحدية نوعًا من ضعف التركيز، وانعدام القدرة على التكيف مع الأمور المتغيرة التي تُحيط بهم، فبينما يُعاني هؤلاء من انعدام الذكاء العاطفي، فإنه تبعًا لهذا قد يفتقرون إلى القدرة على التجاوب مع الأحداث الجديدة التي تدخل إلى حياتهم.[٢]


عدم القدرة على تحقيق الأهداف

يؤثر ضعف الذكاء العاطفي على أداء أصحاب هذه الشخصية، إذ قد يمنعهم ضعف سيطرتهم على الأمور من حولهم وردات فعلهم اتجاهها من قدرتهم على تحقيق الأهداف التي يرغبون فيها، الأمر الذي قد يؤثر سلبًا على مركزهم الاجتماعي، وعلى النتائج التي يحققونها على أرض الواقع.[٢]


عدم القدرة على بناء علاقات اجتماعية ناجحة

قد يعيش أصحاب الشخصية الحدية في اضطراب كبير يمنعهم من الذكاء الاجتماعي الذي يقودهم إلى التفاعل الاجتماعي السليم مع الأشخاص من حولهم، إذ قد يفتقرون إلى المهارات التي تساعدهم على إدارة الحوارات، وترتيب الأولويات، واتخاذ القرارات السليمة فيما يتعلق بالأحداث التي تربطهم مع الآخرين، وأمورهم الشخصية أيضًا.[٢]


كيفية تعزيز الذكاء لدى الشخصية الحدية

تجدر الإشارة إلى أنه يُمكن تعزيز الذكاء العاطفي لدى الشخصية الحدية، وذلك بدعمها الدائم ومساعدتها على فهم الأمور من حولها، إلى جانب تسليط الضوء على بعض السلوكيات غير المرغوبة لديها وتوجيهها لطريقة التعامل الصحيحة معها، كما يُمكن استشارة مختص نفسي في حال الحاجة إلى ذلك؛ ليتسنى له اتباع أسلوب وقائي علاجي لتجنب وقوع بعض الأحداث غير المحمودة والمتوقعة.[٣]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث Mohsen Khosravi & Fahimeh Hassani (31/3/2022), "From emotional intelligence to suicidality: a mediation analysis in patients with borderline personality disorder", BMC Psychiatry, Retrieved 9/5/2023. Edited.
  2. ^ أ ب ت "From emotional intelligence to suicidality: a mediation analysis in patients with borderline personality disorder", National Library of Medicine, 31/3/2022, Retrieved 9/5/2023. Edited.
  3. Mohsen Khosravi AND, Fahimeh Hassani , "The protective effect of emotional intelligence on suicidality: A multiple mediation model among patients with borderline personality disorder", ScienceDirect, Retrieved 9/5/2023. Edited.