يقال إن الرائحة العطرة قد تساعد الأشخاص على الشعور بالثقة والجمال أو حتى الحب، وبالنظر إلى أن حاسة الشم من أقوى الحواس التي يمتلكها الإنسان، يمكن تفسير كيف أن الروائح العطرية بمختلف أنواعها يمكن أن تثير المشاعر والذكريات لدى الكثير من الأشخاص، وكذلك التأثير على مزاجهم، كما أنه يمكن أن تزيد من استجابتهم العاطفية للأحداث من حولهم، حيث يمكن للروائح العطرية أن تستحضر ذكريات وعواطف لأشخاص يحبونهم أو أوقات جميلة تشعرهم بالسعادة، ولقد استُخدم فن العلاج بالروائح منذ آلاف السنين كممارسة علاجية وكوسيلة لجعل الناس يشعرون بمزيد من الاسترخاء، ويُعتقد أن الزيوت العطرية استخدمت لتحسين مزاج الناس أو حتى صحتهم وفي بعض الأحيان نجد أن كثير من الناس لديهم حالات مزاجية مختلفة، والتي غالبًا ما تنعكس فيما يضعونه أو يفضلونه من العطور؛ فإذا كانت رائحة عطرية بذاتها أو مزيج معين من الروائح العطرية دون غيرها هي المفضلة لدى شخص معين وتعمل على تحسين مزاجه وتشعره بالراحة والسعادة، فهذا دليل على أن شخصيته وكيمياء جسمه مرتبطة بشكل وثيق ويمكن أن تتأثر بنوع الرائحة العطرية التي يفضلها.


أنواع العطور والشخصية

تعتبر تفضيلات العطور مؤشرًا جيدًا على الشخصية، وبالتالي قد يكشف التحليل الخاص برائحة العطر عن العديد من الصفات لدى الأشخاص مثل اهتماماتهم، وطريقة تعاملهم مع الآخرين، ونوع البيئة التي يعيشون فيها وكل هذا يجعل من العطور وسيلة قوية للتعبير عن الشخصية، كما أنها تسمح بإحداث انطباع لدى الآخرين، ولهذا السبب من المهم جدًا اختيار العطر المناسب، كما تستخدم العديد من شركات تصنيع العطور اختبارات تحليل الشخصية بحيث تقدم توصيات بشأن الروائح العطرية التي تناسب الشخصيات على أفضل وجه وذلك من خلال طرح أسئلة حول التفضيلات أو الذكريات، وما الذي يريده الشخص في مستقبله، ونوع الأشخاص الذين ينجذب إليهم، وتختلف العطور باختلاف الأذواق والتفضيلات حيث أنه قد يستمتع البعض برائحة ناعمة وخفيفة بينما يفضل البعض الآخر روائح الأزهار ومع ذلك، هناك بعض الروائح التي تبدو أكثر شيوعاً لدى معظم الناس مثل روائح مستخلصات الأزهار الحمضية، والفانيلا، ومستخلصات روائح بعض الأشجار، وهذا هو سبب وجودها غالبًا في العطور وفي هذا المقال نستعرض بعض الروائح الأكثر رواجًا وما تقوله عن شخصيتك.


عطور الحمضيات

تعتبر عطور الحمضيات من أكثر العطور استخداماً ورواجاً وتوفراً، ويتم تصنيع عطور الحمضيات من مزيج من الليمون والجريبفروت واليوسفي والبرتقال، وعند وضع عطور الحمضيات تكون أكثر حدة في أول ساعات من استخدامها ثم تتلاشى ببطء، والذين يفضلون وضع هذه العطور من الممكن أن تميل شخصيتم إلى التنافسية والنشاط والحيوية، كما أنهم قد يميلون إلى إضفاء شعور الانتعاش والطاقة إلى حياتهم، وتبين أن الأشخاص الذين يستخدمون هذه العطور هم أشخاص متسامحون، وعفويون، ومرحون ومبهجون بالفطرة، وغالباً ما تستخدم عطور الحمضيات لما لها من فوائد علاجية حيث يُقال أن رائحة زهر البرتقال تعطي شعوراً بالاسترخاء وتحارب الشعور بالاكتئاب.


العطور الزّهرية

تعد العطور الزهرية من العطور الأكثر شعبية ويستخدمها الكثير من الأشخاص حول العالم، ويتم تصنيع العطور الزهرية من براعم الأزهار وقلوب الأزهار المقطوفة في أوائل موسم الحصاد، وتعطي العطور الزهرية روائح كثيفة وعبقة عند وضعها ثم تدوم لعدة ساعات، ويُعتقد أن الأشخاص الذين يفضلون العطور الزهرية هم في العادة أشخاص عاطفيون ويميلون إلى الخجل، إلا أنهم يتمتعون بقوة العزيمة وهم مغامرون من الطراز الأول ويحبون الطبيعة.


العطور الخشبية وعطور العود

 تعتبر العطور الخشبية من العطور الدافئة والجذابة والغنية في آن معاّ وتستخدم للرجال والنساء في الكثير من المناسبات، وتصنع العطور الخشبية من مستخلصات زيوت أشجار السنديان، والصندل، والأرز، وجوز الهند ويعتبر عطر العود هو العطر الأشهر ضمن هذه المجموعة؛ فهو عطر ذو ثمن باهظ ويعد من أغلى العطور في العالم وتستهوي هذه العطور الأشخاص الذين قد يميلون للارتقاء ولا يلتفتون للوراء؛ فالأشخاص الذين يفضلون عطر العود بشكل خاص هم أشخاص ناجحون وتعطي شخصياتهم انطباعاً بالقوة والرقي والكلاسيكية.


العطور البحرية

العطور البحرية من ضمن العطور المستخدمة بكثرة خاصة للرياضيين، وتستوحى روائح هذه العطور من نسيم البحر، وروائح الطحالب البحرية، ومزيج من روائح هواء الجبال والغابات وربما تعكس العطور البحرية عن شخصية تتمتع بالهدوء وتميل إلى الراحة والسكون وعدم التكلّف، ويميل الأشخاص الذين يضعون هذه العطور إلى البساطة وعدم التعقيد كما أنهم يميلون للتواضع والأناقة ولا يمكن استفزازهم بسهولة، ولا تفقد هذه العطور شهرتها ورواجها مع تقدم الوقت حيث أنها توضع لأكثر من مناسبة وهي أيضاً عطور منعشة ولها رائحة تترك أثراً مميزاً لمن يضعها.