يعد العمل هو الطريقة الأساسية لتحقيق الأهداف، ويصف الخبراء في علم النفس والاجتماع العمل أو الوظيفة بأنها الجزء المهني أو المجال العملي الذي يسلكه الأشخاص في حياتهم، حيث يتطورون ويكتسبون الخبرات حتى يصبحوا متخصصين وخبراء في هذا المجال، وللوظيفة دور إيجابي في حياة الأشخاص؛ حيث أنها المصدر الأساسي للعيش كما أنها تعزز العقل، وتزيد الابتكار، والإنتاجية وبالتالي الاستقرار وتحقيق الأهداف، وبما أن الوظيفة عملية طويلة المدى وترافق الشخص طيلة حياته أو لفترات زمنية تقدر بالسنوات؛ فإنها تؤثر على سماته وشخصيته وأسلوبه في الحياة، وتجدر الإشارة إلى أن نوع الوظيفة يعتبر من أكثر الأشياء التي يبني عليها المتخصصون في علم النفس أبحاثهم ودراساتهم لتحليل الشخصية؛ فمثلاً قد يتصف معظم الأطباء بشخصية جدّية حذرة تعكس الحرص والهدوء، وهذا المقال يستعرض أنواع الوظائف المختلفة وما تعكسه من شخصيات.


تحليل الشخصية حسب نوع الوظيفة

تقوم كبرى الشركات في العالم بإجراء اختبارات موسّعة للمتقدمين للوظائف وتهدف هذه الاختبارات غالباً إلى الكشف عن مكنونات الشخصية، والأهداف وأسلوب التعامل مع المحيطين، وتختلف طبيعة الاختبارات ما بين اختبارات قصيرة، وأسئلة شفهية، ومقابلات مع مختصين نفسيين، وقد اتفق خبراء الأعمال على وظائف أساسية في العالم حيث تعتبر هذه الوظائف هي الأكثر شيوعاً، وباختلاف الوظائف قد تختلف الشخصيات التي تعكسها وفيما يلي أكثر الوظائف شيوعاً وما تعكسه من شخصيات.


المحاسبة

لعل أكثر الوظائف شيوعاً في العالم هي المحاسبة، فلا تخلو أي مؤسسة أو جامعة من المحاسبين، ويعتقد أن المحاسبين يتصفون بشخصيات تتسم بالدقة؛ كونهم يمضون سنوات عملهم الرتيبة بين الأرقام والحسابات؛ لذلك تعكس شخصياتهم التنظيم والترتيب الدائمين.


المحاماة

يمتهن الكثير من الأشخاص في العالم مهنة المحاماة، ويتسم المحامون في الغالب بشخصية قوية متمسكة بالمبادئ والتقاليد، وكتومة، وغالباً ما تعكس وظيفة المحاماة شخصيةً منجزة قادرة على تحمل الضغوط العالية.


الوظائف العسكرية

لا يقتصر تأثير هذه الوظيفة على شخصية من يعمل بها فقط، بل قد يمتد تأثيرها إلى عائلته وأصدقائه والمقربين منه، وقد تعكس شخصية العسكري صرامةً فائقة وانضباطاً بالوقت والعمل، إلا أن العسكريين بشكل عام غير عاطفيين ولا يتأثرون بالمواقف الحزينة كثيراً وقد ينحازون تجاه موقف أو شخص دون تفكير عميق.


التعليم

يعتقد أن هذه الوظيفة هي الأكثر شيوعاً على الإطلاق، وبما أن التعليم ينقسم إلى مراحل ابتدائية وثانوية وجامعية فتكون الحاجة ملحّة إلى الكثير من المعلمين، ومن المحتمل أن تعكس شخصية المعلمين كثيراً من الود ممزوجة بالانضباط والصبر، ويتصف من يمتهنون مهنة التعليم بسهولة التعامل وسرعة تكوين الصداقات.


الوظائف الطبية

تنقسم هذه الفئة إلى الطب، والتمريض، والعمل في المختبرات الطبية والإشعاعية، وربما يتصف العاملون بهذه الوظيفة بالبرود، والحذر، والاهتمام بالتفاصيل والدقة، ويفسر علماء النفس ومحللو الشخصية هذه الصفات لكون العاملين بهذا المجال يرون الكثير من الألم والمعاناة من خلال مواجهتهم للمرضى والعمليات الجراحية يومياً، ويعتقد أن العاملين بالمهن الطبية يميلون إلى الانعزال وعدم مشاركة المحيطين المناسبات والاجتماعات وذلك لانشغالهم الدائم بالمرضى.


الصحافة

يتطلب العمل بهذه الوظيفة جهداً كبيراً، حيث يتطلب عمل الصحفيين وجودهم في الحدث، وهذا من شأنه أن يجعلهم متأهبين في أي وقت لتغطية الخبر أو المناسبة، ومن المحتمل أن تعكس هذه الوظيفة عن شخصية اجتماعية تحب المشاركة والنقاش، إلا أنها شخصية انفعالية جريئة وكثيرة الجدال، ويميل الصحفيون إلى لفت الانتباه والمبالغة في التأنق كون عملهم يتطلب الظهور بمظهر لائق وجذاب.


ريادة الأعمال

ينقسم علماء النفس إلى من يعتبر ريادة الأعمال وظيفة حقيقية وإلى من يعتبرها نمط حياة، وطريقة تفكير يتسلسل فيها الشخص ليصبح رجل أعمال أو رائد أعمال بجهده وكدّه المتواصلين، وتضم هذه الوظيفة مدراء الشركات سواء الحكومية أو الخاصة، وأصحاب الشركات الكبرى وغيرها، وبغض النظر عن مسمى هذه الوظيفة، فإن ريادة الأعمال بشكل عام تعكس شخصيةً دائمة التفكير وقلقة من المجهول، كما أن هذه الشخصية تتصف بعدم اللين والتهاون، ويشير علماء النفس إلى أن روّاد الأعمال يتصفون بالذكاء، والحنكة، والجدية، والسرعة في اتخاذ القرارات ويعرفون بموضوعيتهم، كما أنهم اجتماعيون ويميلون لتكوين الصداقات والعلاقات التي تخدم مصالحهم غالباً.


الهندسة

تضم هذه الوظيفة مجالات عديدة من بينها الهندسة المدنية، والمعمارية، والكهربائية وغيرها، وتشير الدراسات إلى أن شخصية المهندسين تعكس الابتكار، والإبداع، والعقلانية كما أنها تعكس التميز والاجتهاد، وتتميز شخصية المهندسين أيضاً بالرقي والواقعية والاتزان، حيث أن عملهم يتطلب الدقة في القياس، واستخدام الآلات المختلفة.


البرمجة

يستطيع المبرمجون العمل على ثلاثة مشاريع مختلفة خلال اليوم، وذلك بالتزامن مع الحياة العائلية والشخصية، ولذلك تجد المبرمجين يتصفون بدقة وتنظيم عاليين كما أنهم غير مترددين ويتخذون القرارات بسرعة، ويشير علماء النفس أن المبرمجين يتمتعون بذاكرة حادّة وذلك لأن عملهم المتواصل على الكمبيوتر يتطلب الحفظ والمراجعة والتدقيق.